سمير الإسكندراني ما أروعك


إعدام توكتوك



إن لله وإنا إليه راجعون

في تمام الثامنة مساء اليوم تشيع جنازة توكتوك من أمام حي مدينة نصر إلي مثواه الأخير منطقة تجميل ونظافة القاهرة بالسيدة نفيسة

لا حول ولا قوة إلا بالله

هكذا وقد أعدم التوكتوك بعد إصدار حكم الإعدام من قبل رئيس الحي المبجل بناء علي تعليمات قاضي قضاة التكاتك في مصر السيد محافظ القاهرة

وجاءت في حيثيات الحكم بالإعدام أن التوكتوك قد تجرأ علي الذات الملكية وصعد الطريق السريع ليفعل كما تفعل جميع المركبات من دخول البنزينة

ليتناول وجبته التي تعينه علي صعوبات الحياة وظروف العيش القاسية .

ياربي

في بلدنا هذا مصر من اراد العيش بالحلال بالضبط كالقابض علي الجمر بل أشد ومن أراد العيش بالحرام فهي مسألة حرية شخصية بحته .

من هنا تبدأ أحداث قصة عاني صاحبها الأمرين لكي يوفر لأسرته ما يسد رمق أسرته البائسة ويجعها كباقي الناس " فطار ، غدا ، عشاء " وياحبذا لو

كللت كل هذه الرفاهية بكيلو فاكهة إسبوعيا وما أروعها من حياة إذا ختمت أخر الشهر بوجبة لحم شهية .

تبدأ أحداث القصة لموظف بسيط جدا كان أمامه طريقان حلال بين وحرام بين وحلم ذلك الموظف بالحلال ولأن راتب سيادته لا يكفيه حتي اليوم الخامس من الشهر

إقترح عليه الأصدقاء عملا آخر بعد الظهر في سبيل الخروج مما يعانيه من صعوبات .

إلا ان إقترح عليه صديق شراء توكتوك وبالفعل اشتراه وليته ما فعل لماذا .

  • لأنه لا يملك ثمن التوكتك
  • ليست لديه خبره كافيه للتعامل مع أفراد الحي
  • يجهل طرق واساليب بعض البلطجية في فن التعامل مع الحي وأحيانا بلطجية الشارع " يدفع ارضية لبعض الأشخاص "

المهم ان صديقنا العزيز إشتري التوكتوك بالتقسيط المميت والخانق وسعي علي رزقه مثل باقي العباد في إرض الله وواجهته صعوبات

مع الوقت إستطاع التغلب عليها إلا ان جاء اليوم الموعود يوم أن تجرا ذلك التكتك وتزود بالوقود بالمحطه التي لا تبعد عن الطريق الجانبي كثيرا

يعني انه حقا لا يستعمل الطريق السريع إطلاقا ولكن مشكلة تلك المحطه انا واجتها علي الطريق السريع وهذا الطبيعي .

أثناء تزود صديقنا بالوقود كانت سيارة السيد المحافظ في طريقها من …… إلي …… أي ان التوكتوك لم يزعج السيد المحافظ في شيء غير أنه

يتزود بالوقود من المحطة واتصل ذلك السيد المستبد برئيس حي لا توجد بقلبه مثال ذرة من رحمة فقام ذلك الأخير بإرسال أثنان من رجال الحي العظماء

للقبض علي التوتكتوك متلبسا بجريمته النكراء وعلي أعين الشهداء .

وبالفعل إستطاع العظماء من القاء القبض علي ذلك التوكتوك المجرم الخائن لبلده الناقض لجميع مواثيق حقوق الإنسان وتمت مصادرة التوكتوك لحين دفع

قيمة المخالفة والتي تزيد عن ألف جنيه قليلا .

إستسلم صاحب التوكتوك للأمر الواقع وقام بسداد قيمة المخالفة وذهب لإستلام التوكتوك ذلك الخائن الذي إعتدي علي العدالة اقصد عدالة السيد المحافظ

وعندما ذهب صدم لأن الحارس رفض لما ذا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

لأن صاحب الجلالة رئيس الحي قد أصدر أمرا بإعدام التوكتوك هكذا وبكل بساطة وبدون إستئناف ولا نقض كله علشان عيون السيد المحافظ واللي عايز

يولع يولع بجاز وسخ .

سامحوني علي الركاكة في اللفظ ولكنها كلما ت صاحب الجلالة .

كل هذا لم ييأس صاحب التوكتوك المسكين الذي في لحظة حكم عليه بالسجن لماذا !!!!!!!!!!!!!

لأنه إن لم يدفع أقساط التوكتوك في مواعيدها فإنه داخل السجن لا محالة .

هل تعلمون ما هو شعور ذلك المواطن وعما كان يبحث

كان شعوره القهر والظلم وهذا أسوا إحساس قد تواجهه ولك الأسوأ أن يتجه ذلك الشخص لمهنة شريفة كالسرقة مثلا او القتل وربما الإرهاب

هكذا ترعي مصر رعاياها داخل أرضها لك الله يامصر

هيا نتوب

أما آن الآوان لأن نتوب شاهد هذه القبسة فقد تكون سببا في سعادة نسعي إليها

الحمد لله


عندما تقف بوجهك الدنيا وتمنعك عن تحقيق طموحاتك فلا ملجأ ولا مخرج ولا منجي الإ الإستعانه بالله عندما يتخلي عنك الأصحاب ويفارقك الأحباب ويفض عنك الخل والجيران فلا منقذ لك غير الطريق الي الله। بالضبط هذا ما حدث عندما اعتمدت علي الناس ما جنيت منهم غير الخذلان والخزي وعندما إعتمدت علي الله وفقني وسدد خطاي حقا الحمد لله

 
Free Web Hosting